يؤثر تشخيص الأطفال بمرض السرطان بشكل كبير على حياتهم اليومية، حيث يضطرون للخضوع للعلاج، زيارة الأطباء، والالتزام بأنماط حياة جديدة. هذه التغيرات تزيد من احتمالات مواجهة مشكلات في الصحة النفسية، بالإضافة إلى القلق والتوتر الناجمين عن تشخيص المرض. ولا تقتصر تأثيرات الإصابة بمرض السرطان على الطفل فقط، بل تمتد إلى والديه وبقية أفراد الأسرة. الصدمة، الخوف، الغضب، والحزن هي أبرز المشاعر التي قد يمر بها الطفل المصاب بعد تشخيصه بمرض السرطان.

التقلبات النفسية التي يمر بها الطفل تُضيف ضغوطاً على الوالدين، مما يزيد من قلقهما تجاه صحة طفلهما. لذلك، من المهم التعامل مع الحالة النفسية للوالدين حتى يتمكنوا من تقديم الرعاية الصحية اللازمة للطفل.

نصائح للوالدين بعد إصابة طفلهما بمرض السرطان

حسب دكتورة مها العنيزي المختصة في الطب النفسي العائلي، فإن الشعور بالغضب، الحزن، أو حتى الذنب يمكن أن يسيطر على الأب أو الأم عندما يعلمون أن طفلهم يمر بحالة صحية صعبة بالإضافة إلى مشاعر الإنكار والخوف من تأثير المرض على حياة الطفل. فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الوالدين على التعامل بشكل أفضل مع ردود أفعالهم تجاه إصابة الطفل:

  1. زيادة المعرفة حول المرض: معرفة نوع السرطان وطرق العلاج المتبعة يمكن أن يقلل من القلق. يمكن للوالدين حضور جلسات تثقيفية وقراءة مواد علمية موثوقة للحصول على فهم أعمق للمرض. بالإضافة إلى ذلك، يمكنهم اللجوء إلى الإنترنت والبحث عن المعلومات المتعلقة بالمرض من مصادر موثوقة ومعتمدة مثل المواقع الطبية العالمية والمراكز الصحية الكبرى.
  2. الاجتماعات الدورية مع الطاقم الطبي: هذه الاجتماعات توفر فرصة للحصول على تحديثات حول حالة الطفل ومناقشة أي مخاوف. يمكن للوالدين استخدام هذه الفرص لطرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفهم.
  3. طلب المساعدة من العائلة: توزيع الأعمال المنزلية بين أفراد الأسرة يمكن أن يخفف من الضغوط اليومية، ويسمح للوالدين بالتركيز على رعاية الطفل.
  4. التحدث إلى شخص مقرب: مشاركة المشاعر مع شخص موثوق يمكن أن يكون مريحًا. يمكن أن يكون هذا الشخص صديقًا مقربًا، أو أحد أفراد العائلة، أو مستشارًا نفسيًا.
  5. التواصل مع أهالي أطفال تعافوا من المرض: يمكن أن يوفر ذلك دعمًا نفسيًا ومعنويًا. تبادل الخبرات مع أهالي آخرين يمكن أن يمنح الوالدين شعورًا بالأمل والتفاؤل.
  6. استشارة الأخصائي النفسي: تعلم تقنيات الاسترخاء وإدارة الضغوط النفسية. يمكن أن تساعد الجلسات النفسية في تقديم الدعم العاطفي وتزويد الوالدين بالأدوات اللازمة للتعامل مع الضغوط.

نصائح في كيفية التعامل مع الطفل المصاب:

  1. تجنب العاطفة المبالغة: عند إبلاغ الطفل بإصابته بالمرض، يجب تجنب البكاء والصراخ بدلاً من ذلك، يجب التركيز على تقديم الدعم والطمأنينة للطفل.
  2. التواصل مع أصدقاء الطفل ومدرسيه: إبلاغهم بحالة الطفل يمكن أن يفتح له طرقًا للتعبير عن مشاعره. يمكن للأصدقاء والمعلمين تقديم دعم عاطفي إضافي للطفل.
  3. تعزيز معلومات الطفل حول المرض: تعريف الطفل بقصص النجاح والتعافي يمكن أن يزيد من تفاؤله. يمكن استخدام كتب الأطفال والموارد التثقيفية المصممة خصيصًا للأطفال لمساعدتهم على فهم حالتهم.

أنشطة ترفيهية لتحسين الحالة النفسية:

  • تشجيع الهوايات والأنشطة المفضلة: مثل الرسم، القراءة، الألعاب، والأنشطة اليدوية.
  • الأنشطة الرياضية الخفيفة: مثل المشي، اليوغا، أو الألعاب الخفيفة التي تناسب حالة الطفل الصحية.
  • الجلسات العائلية الممتعة: قضاء وقت ممتع مع العائلة من خلال مشاهدة الأفلام، اللعب، أو القيام بنزهات قصيرة.

مشاعر لدى الطفل تتطلب الاستشارة النفسية

تقول الدكتورة مها العنيزي أن هناك بعض المشاعر التي قد تظهر على الطفل المصاب بمرض السرطان والتي تستدعي استشارة الأخصائي النفسي، ومنها:

  1. الشعور بالحزن لفترات طويلة والبكاء المتكرر. إذا لاحظت هذه الأعراض، قد يكون من الضروري التحدث مع مستشار أو أخصائي نفسي لمساعدة الطفل.
  2. فقدان التركيز في الواجبات المدرسية. يمكن أن يكون فقدان التركيز علامة على التوتر أو القلق، ويمكن للأخصائي النفسي تقديم الدعم المناسب.
  3. تقلبات المزاج مثل الغضب الحاد والانزعاج المستمر. هذه التقلبات قد تكون صعبة على الوالدين للتعامل معها بدون مساعدة مهنية.
  4. الرغبة في إيذاء الذات أو أفكار انتحارية. هذه الأعراض خطيرة وتتطلب تدخلاً فورياً من الأخصائيين.
  5. تغيرات واضحة في النشاطات والسلوك. أي تغييرات ملحوظة في سلوك الطفل يجب مراقبتها ومناقشتها مع الأخصائي النفسي.
  6. انخفاض معدلات الطاقة والشعور بالتعب دون سبب واضح. يمكن أن يكون التعب المفرط علامة على الاكتئاب أو القلق.
  7. انخفاض ملحوظ في معدلات النوم لفترة تمتد لأسبوعين. مشاكل النوم يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للطفل.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *