زهيدة حمادي
عندما يُشخص طفلك بمرض السرطان، من الطبيعي أن تشعر برغبة في حمايته من الألم والقلق الذي قد يسببه هذا التشخيص ومع ذلك، يُعد الصدق والشفافية مع طفلك أمراً أساسياً لبناء الثقة وتعزيز علاقتكما. حتى وإن حاولت إخفاء المعلومات السلبية أو تجنب الحديث عن المرض، فإن الأطفال لديهم قدرة على الملاحظة والتقاط التفاصيل، حتى وإن بدوا غير مبالين.
من المحتمل أن يتعرض طفلك لكلمة “السرطان” من مصادر مختلفة مثل الأطباء أو الأصدقاء أو حتى العائلة. بدلاً من محاولة إخفاء الحقيقة، يُفضل توضيح الوضع بصدق وبأسلوب معين لتجنب خلق تخيلات أسوأ من الواقع.
أهمية الشفافية:
- تخفيف القلق: الأطفال يشعرون عندما يكون هناك شيء غير صحيح. إذا لم تخبرهم بما يحدث، سيبنون افتراضات قد تكون أسوأ من الواقع.
- تجنب اللوم: من المهم أن يعرف طفلك أن السرطان ليس خطأه. فهمه لهذه الحقيقة يساعد في تقليل شعوره بالذنب.
- تعزيز التعاون: الأطفال يتعاونون بشكل أفضل مع العلاج عندما يفهمون أهمية ما يحدث لهم.
خطط لما ستقوله وطريقة الحديث
عند الحديث مع طفلك، من المهم أن تكون هادئًا وصبورًا. تمرن على ما ستقوله واستشر فريق الرعاية أو والدين آخرين تعرضوا لموقف مشابه. نبرة صوتك وتعبيرات وجهك تلعب دوراً كبيراً في كيفية تلقي طفلك للمعلومات.
اقرا مقالات أخرى :كيف يمكن للطعام الصحي أن يدعم الأطفال المصابين بالسرطان
- تحضير الكلمات: استخدم كلمات بسيطة ومناسبة لعمر طفلك. يمكنك استشارة اختصاصي حياة الأطفال لمساعدتك في اختيار الكلمات الصحيحة.
- التعبير عن المشاعر: إذا بكيت أثناء الحديث، اشرح لطفلك سبب بكائك وطمئنه بأنه ليس هو السبب في شعورك بالحزن.
- التوضيح والتحقق: تأكد من أن طفلك يفهم المعلومات التي تقدمها له وتحقق من مدى استيعابه للأسئلة التي يطرحها.
تحديد من ومتى ستتحدث
قد يفضل بعض الآباء إخبار أطفالهم عن المرض بأنفسهم بدلاً من الانتظار حتى يخبرهم الطبيب. اختر الوقت المناسب وأشرك شخصاً موثوقاً معك إذا لزم الأمر. قد يكون من المفيد أيضاً اصطحاب طبيب أو ممرض ليشرح بعض التفاصيل.
ما الذي تقوله لطفلك عن السرطان؟
قد يتساءل طفلك عن:
- ما هو السرطان؟
- لماذا أُصبت به؟
- هل سأتحسن؟
- ما الذي سيحدث؟
- متى يمكننا العودة إلى المنزل؟
- ماذا عن المدرسة؟
قدم لطفلك المعلومات المناسبة لعمره وتجنب تحميله تفاصيل معقدة دفعة واحدة. قم بإجراء محادثات قصيرة ومستمرة حسب الحاجة.
مساعدة طفلك على التكيف
- شجعه على طرح الأسئلة: دعم طفلك في التعبير عن مشاعره وطرح الأسئلة يعزز من فهمه وتكيفه.
- تصحيح المفاهيم الخاطئة: صحح أي معلومات خاطئة قد يكون سمعها طفلك من قبل.
توفير بيئة داعمة وآمنة
من المهم خلق بيئة منزلية تشجع على التعبير عن المشاعر وتعزز الشعور بالأمان. خصصي زاوية في المنزل حيث يمكن لطفلك أن يشعر بالراحة ويعبر عن مشاعره، سواء من خلال اللعب، الرسم، أو حتى القراءة. يمكنك أيضًا تنظيم أنشطة عائلية ممتعة مثل الأفلام أو الألعاب، مما يساعد في تخفيف التوتر ويعزز الروابط الأسرية. بالإضافة إلى ذلك، تشجيع الأهل والأصدقاء على تقديم الدعم العاطفي لطفلك يمكن أن يكون له تأثير إيجابي. كلما شعر الطفل بالحب والدعم من محيطه، زادت ثقته بنفسه وقدرته على مواجهة التحديات.
ردود الفعل والمفاهيم الخاطئة الشائعة
ردود الفعل قد تختلف من طفل لآخر، وبعضهم قد يعبر عن مشاعره بالكلمات أو الأفعال، بينما قد يظهر الآخرون سلوكيات مختلفة. قد يكون لديهم مفاهيم خاطئة عن السرطان، مثل اعتقادهم أنه خطأهم أو أنه مرض معدٍ. من الضروري توضيح هذه المفاهيم بأسلوب يناسب أعمارهم.
نصائح أخيرة
- كن قدوة: تصرف بهدوء واطمئنان ليمثل لك قدوة في كيفية التعامل مع المرض.
- افتح قنوات التواصل: اجعل طفلك يشعر بأنه يمكنه دائمًا التحدث إليك عن مشاعره وأفكاره.
- تحلى دائما بالأمل والايجابية أمام طفلك : لأن راحة وسعادة أطفالك مرتبطة بسعادتك وراحتك حتى ولو لم تظهر ذلك لهم لكن لديهم القدرة في الإحساس بذلك.
- اشرح لطفلك أن هناك أطفالًا يمرون بتجارب أصعب، وشجعه على الامتنان لما هو عليه
- أخبر طفلك أن الله اختاره لأنه يعلم أنه قوي وشجاع وقادر على التغلب على السرطان، وأخبره بأن عزيمتك وشجاعتك ستجعلك مثالًا يحتذى به للأطفال في معركتهم ضد السرطان
الخاتمة
في النهاية، يُعتبر الآباء المصدر الأساسي للمعلومات والدعم لطفلهم. من خلال الصدق والشفافية، يمكن أن تساعدوا طفلكم في تخفيف مخاوفه وتعزيز ثقته في قدرتكم على مواجهة التحديات معًا. التحدث بصراحة وبأسلوب مناسب لعمر الطفل يمكن أن يساهم بشكل كبير في دعمه خلال هذه الرحلة الصعبة.
اقرا اكثر حول سرطان الأطفال: دعم العائلة والطفل في مواجهة سرطان الأطفال
لا يوجد تعليقات